تعد الشكاوى العمالية من أهم أسباب زعزعة استقرار الشركات من الداخل وتقويض الثقة بين المسؤولين في مكان العمل والعاملين، إضافة إلى دورها في عكس صورة غير احترافية عند عملائها مما يُضعف صورتها أمام الرأي العام.

ولتفادي الوصول لهذه المرحلة؛ ينبغي على كل صاحب عمل الحرص على بناء بيئة احترافية تُوفر قنوات داخلية ميسرة تضمن وصول المشكلات العمالية للإدارة وحلها قبل أن تصل للمحاكم، وإتباع الخطوات التالية لتضمن بيئة عمل تحفظ حقوق عامليها دون الاضطرار للجوء إلى القضاء:

أولاً: احرص على صياغة عقود الموظفين بتضمين مواد تكفل حق الشركة وحقوقهم، فإضافةً للبنود الأساسية في العقد، تُضاف مادة توضح بأن العقد موسمي أو مؤقت أو أنه عقد لمهمة محددة ينتهي عقد العامل بانتهائها، كما ينبغي أن يُنص صراحةً على مدة التجربة إذا كانت موجودة فعلياً، ويستحسن توضيح جميع الإجراءات والالتزامات الملقاة على عاتق أطراف العقد عند وقوع الاختلافات.

ثانياً: توثيق العقود إلكترونياً، ولا يخفى على أي صاحب عمل إلزامية هذا الإجراء وأهميته الكبرى في حفظ حقوق الطرفين، كما أن التوثيق يضمن نظامية العقد ومطابقته للشروط و استيفائه البنود المطلوبة مثل الأجر المتفق عليه ونوع العمل ومدة العقد.

ثالثاً: اعتماد وصف وظيفي بمهام محددة وآلية تقييم واضحة، وشرحها للموظفين الجدد بإستمرار؛ وجود وصف وظيفي واضح لكل مسمى يساعد على تقليل المشكلات النابعة من اختلاف وجهات النظر عن ما يعرف كل موظف ما هو المطلوب منه وعلى أي أساس سيتم تقييمه.

رابعاً: اعتماد لائحة تنظيم عمل، وهي وثيقة تحدد المعلومات الرئيسية المتعلقة بكيفية عمل منشأتك، وتشمل ذلك احترازات السلامة، وساعات العمل، وأيام الإجازات، والعديد من الأمور الأخرى، ويمكن اعتماد لائحة العمل النموذجية من وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية إذا كان عدد موظفيك يقل عن 50 موظفاً، أما إذا كان عدد موظفي منشأتك أكثر من 49 موظفًا، عليك إنشاء لائحة عمل مخصصة ثم إرسالها للوزارة وانتظار الحصول على القبول.

 تقوم المنشآت وتزدهر في سوق العمل استناداً على سمعتها، وجزء كبير من هذه الصورة الذهنية للمنشأة عند العملاء تُقدم من خلال موظفيها، فالحرص على وجود رضا وظيفي عالي في المنشأة هو جزء من استثمارك الذكي في منشأتك لتحسين صورتها.